مخلوق من ورق

في داخلي طفلة صغيرة ..
تريد وتريد من قطف الفصول الكثير ..

أحلامها سحب غائمة تهطر ورداً على قلبها بين حين وحين 

ترحل من عبق ذاتها وقت المنام .. لاتعود حتى تمتلئ سلال خيالها بما ينسيها تعب إنتظار العبور إلى الضفة الأخرى للوجود  


ولكني في ذات الوقت … فتاة الأرض، لاتريد أن تحترق برمال الوجع أكثر من مرة

ولاتريد أن تذوق طعم دمعة الفرحة الأولى ثم تختنق بحبال الخيبة 


لذلك .. أحاول أن أصبر نفسي أكثر وأكثر 

بأن ربيع العمر يهطل في أي زمن وليس له دخل بمرور الحول

بأن ربيع القلب فيني، ليس له دخل بعجاج الواقع 

أعلم كل ذلك .. وأبكي من حين لحين 

ربما لتطفو فيني كل خيبة فوق قدرة إستيعابي ..
الأمر ليس بيدي .. هو أكبر مني ومنك ..

ولا أريد أن أطحن تحت أثقال هذا العالم الوجداني …
لازلت أريد أن أعلو فوق كل ماديات هذه الأحلام .. أن أتحرر من قيود الشك .. أن ألمس ذروة اليقين

وبين حين يراودني .. أنه يجب علي أن أجاري كل موجات الألم التي تجتاحني، أن أجعلها تلتهمني وقتها … لعلي أولد من جديد

وبين حين آخر .. يراودني الرغبة بأن أكتب رسالة لشخص لا أعلمه بعد .. لك أنت

ما معنى أن تكون في قلبي مخلوق من ورق؟
تزهر في وسم العبير .. وتحرقني رياحك في مواسم الوداع .. 

ربطت كل ملامحك بخيالاتي الصامتة في قاع قلبي .. فأين أنت من كل هذا العبث فيك؟

لكن … حين تقرر المجيء ..

أرجوك لاتسألني متى سيحين الرحيل …

فجدران قلبي سئمت من الحطام وهبوب الريح ..

إبقى حتى أتطهر من الطين الذي علق فيني عُمراً ..

وحتى ذلك الزمن … تذكرني عندما ينبض قلبك فقط .. ذلك يكفيني

تذكرني … حتى يحين ميعاد عمرنا الجديد …