أنـت الحيـاة

وكأن الحياة دورة تعيشها وتنتهي من نقطة فيها محملة بالمشاعر والمواقف ،، لتعود لها في وقت آخر وبشكل آخر
كأنك لم تكن أنت ،، شخص غريب عن نفسك السابقة
غريبة هذه الدنيا
ولكن أرى في غرابتها جمال منحوت بدقة
جمال الألم الذي خرج من رحم المعاناة فيهذب به النفس

حتى أطهر النفوس لم تذق ذروة الانتصار والراحة إلا بعد سيل من عذاب البشر لُحق بهم

وربك وضح ذلك في كل فصول حياة صفوة خلقه من رسل وأنبياء ،، يضع تفاصيل الشر ونهاية الخير فيها لمن صبر لأجله

فيتبادر في الذهن …

لماذا يبطن الجمال بكل هذا الألم ؟

لماذا نذوق لذة الانتصار والنجاح بعد الألم وسهر الليالي
في دراستنا في عملنا وحتى في علاقاتنا الإجتماعية ومع من حولنا؟

لماذا أقوى المشاعر وأصدقها تتقلب بين نيران تَـشب فيها ظروف الحياة؟

قال أنشتاين في تفسيره للإيمان بطريقته:
لولا الظلام لما وجد الضوء
ولولا الشر .. لما وجد الخير

.

.
أعود هنا إلى دائرية هذه الحياة

عندما تتجاوز نقطة وتقنع نفسك بذلك
ثم تمر الأيام وتصدمك بها مرة أخرى ،، وتتفاجئ بأنك لازلت تتألم
وقد تنهار معتقداً بأن ضعفك كان أكبر من إدراكك

لكن كحال عاصفة ،، تشتد عليك الأيام ثم ترخي وتَـنهل على الارض زخات مطر هادئة كـ لحن نقي يحاول مراضاة الارض ويداري ودها
وترضى ،، وتخضر من جديد

حتى البراكين ،، تحرق كل شي

تُـريك جهنم الحياة الدنيوية
وعندما تخمد ،، تظهر جنة الدنيا في أرضها

.

.
كيف لهذا الأمر أن يظهر بهذا الشكل؟
هي نفسها نظرية الكوب النصف ممتلئ

هي نفسها نظرية الحياة
تعود وتصفعك وتقع ،، لكن تتعلم وتنهض مرة أخرى
وتعود لك من طرق أخرى قد تفاجئك على هيئة مغايرة

أو تعلم مالحياة؟

هي أنت
أنت الحياة وأنت سرها

النفس البشرية التي تزهر هذه الارض ،، والتي قد تدمرها

أحداث الحياة قد تتشابه علينا كبشر نعيشها
لكن ،، ردات فعلنا ومدى إدراكنا لها يختلف من نفس لأخرى
لذلك ،، تختلف دروبنا وقصصنا ومسارات حياتنا
قال الله تعالى في كتابه:
( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون )

وعلى ضوء تفسير هذه الآيه العظيمة ،،

أدعها لك لتتفكر بعظمة سر الحياة الذي أودعه الله فيك ولم تدركه حتى الملائكة !

.

.
في النهايه سأقول لك ،،
 أنـت الحيـاة

أنت المدار والنقيض
بين جميع المسافات تقع ،،

في خطوط الزمن تبعث نفسك أكثر من مرة ،، فيحتار العقل أتبعث الحياة فينا أم نحن من نبعث فيها ؟!
أنت القارئ ،، وأنت المقروء

أنت ،،

ومن سواك عزيزي الإنسان ،،

بين الجمال والقبح
بين الهدوء والعواصف
بين السعادة والحزن
بين النجاح والفشل
بين الألم والسلام

وبين الحب والكره ،،

بين كل مدارات النفس ،،
بين أدوار الحياة وطيات فصولها

أنت فيها ،،
وهي فيك

رأيان حول “أنـت الحيـاة”

  1. جميلة حروفك كجميل افكارك
    ذكرتني مبقولة احبها لعلي بن ابي طالب (داؤك فيك وماتشعر ودواؤك فيك وماتبصر وتحسب انك جرم صغير وفيك انطوى العالم الاكبر)

    Liked by 1 person

  2. شكرا لتعليقك الجميل كجمال روحك 🙂
    وهذه المقولة للصحابي علي كرم الله وجهه أعتبرها من أجمل وأعمق ما قيل في درر الكلام ❤️

    إعجاب

اترك رداً على بـدور إلغاء الرد